معجم المسرح الملحمي: بريشت
قيس الزبيدي


“اكتبوا أني لم أكن مُريحاً وأنني، كما أعتقد، سأبقى كذلك، حتى بعد موتي”

 برتولت بريشت

 كان عمل بريشت المسرحي، بشقيه التطبيقي والنظري، ينتمي إلى ما هو اجتماعي وليس إلى ما هو جمالي ـ شكلي، لأنه وجد قواعد زمنه المسرحية، ترتبط بمضامين مختلفة ووظائف، لم تعد صالحة لعرض المتغيّرات، التي طرأت في العالم: فالبترول، التضخم، الحرب، التجارة ، الصراع الاجتماعي، العائلة، الدين، الازمات الاقتصادية أصبحت مواد جديدة في العروض المسرحية. من هنا وجه بريشت، مبدئياً، نقده المنهجي، إلى مفهوم «التماهي» الذي شكل حجر الزاوية في نظرية أرسطو، واقترح، بدلاً منه، درامية جديدة، تطورت مُكوّناتها المركزية في مفاهيم التغريب، التأرخة، الإيماءة والبارابل (الأمثولة) وتأسست على تأثيرها الاجتماعي والسياسي، لكنها تأسست، في الوقت نفسه، على مسرح جديد، يقدم لجمهوره واقع عالمه المعاصر، ليزوده بمتعة التعرّف إليه وتغييره.

 

بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة بريشت اصدر الباحثان آنا كوغلي وميشائيل أوبتز (نشر ج.ب.ميتسلر. شتوتغارت/فايمار) «معجم بريشت /2006 « بإسهام 40 باحثاً وباحثة، اغلبهم من علماء المسرح الشباب. ويتألف المعجم من مقدمة ويحوي أكثر من 350 مرجعاً أبجدياً ومصطلحاً مفصلا حول بريشت ومسرحه وقصائده ورواياته وقصصه ويومياته وسيناريوهاته وكتاباته النظرية، اضافة إلى التعريف بأعلام مرموقة، ثقافية وفنية وشعرية وموسيقية، لعبت دوراً مهماً في حياته الخاصة وفي نشاطه الفني والادبي والفكري. 

 

حينما هرب بريشت من النازية الى المنفى في عام ،1933 تمت مصادرة سيارته من قبل الغستابو، وألغيّ تصريح قيادته! وقتئذ كتب، إن هتلر صادر بيته وسيارته وجمهوره، وهي أشياؤه الوحيدة، التي يريد استرجاعها. كان بريشت شغوفا بتدخين السيجار، واعتاد تدخينه ببطء: «يجب ترك السيجار يشتعل، قبل أن يبدأ المرء تدخينه». ويظهر بريشت في معظم صوره المنشورة برفقة سيجاره. وحينما حاول بريشت شرح الفرق بين المسرح الملحمي والمسرح الارسطوي، أشار بشكل طريف، الى علاقة المتفرج المُدخن بعرض التماهي وتأثيره فيه، لأن فترات تدخينه المتقطعة، تعطيه فرصة العودة الى نفسه، وتبعده عن الخضوع للعرض، الذي يهدف إلى تنويمه مغناطيسياً! وحينما مثل امام «لجنة النشاط المعادي لأميركا» في أكتوبر من عام 1947 طلب السماح له بتدخين سيجاره.

 

كان بريشت يحب، أيضاً، قيادة سيارته، وعادته أن يسوقها بسرعة. وحينما رجع من المنفى الى برلين في عام 1949 حصل على سيارة قديمة من موديل ،1938 لكن بعد مدة، منعته شرطة المرور من قيادة سيارته الخُردة، لأن مكانها ليس في شوارع المدينة، انما في مقابر للسيارات! 

 

تجاوزت مصادر المعجم، التي يتم الاستشهاد بنصوص مؤلفيها الــ3000 كتاباً. ويصل عدد مراجعه من البيبلوغرافيا المختارة إلى أكثر من 70 مصدراً. كذلك يحوي المعجم مجموعة من الصور النادرة والمختلفة ويتجاوز عدد صفحاته أكثر من 288 صفحة، تتناول اعمال بريشت، التي تتألف من نحو 30 مسرحية ونحو 300 قصيدة وأغنية، وثلاث روايات وروايات غير مكتملة عديدة ، وأكثر من 150 عملا نثريا، إضافة إلى يوميات ورسائل ومسرحيات عديدة لم ينهِ كتابتها.

اسم الكتاب

اسم الكاتب


مخرج ومصوّر وباحث سينمائي. رائد من رواد السينما التسجيلية العربية، من أفلامه التسجيلية: "بعيداً عن الوطن""، و""فلسطين سجل شعب""، و""شهادة للأطفال الفلسطينيين زمن الحرب""، و""وطن الأسلاك الشائكة"". وقدّم روائياً ""الزيارة"" 1970 وهو فيلم تجريبي قصير، و""اليازرلي"" 1974 فيلم روائي تجريبي طويل عانى من لعنة الرقابة أينما عرض. من كتبه: ""فلسطين في السينما""، و""المرئي والمسموع في السينما""، و""مونوغرافيات في تاريخ ونظرية الفيلم""، و""مونوغرافيات في الثقافة السينمائية""."