هكذا الطفل
العدد 225 | 15 كانون الثاني 2018
ميشرافي عبدالودود


 

عراك الحب

ليس الحب سوى طبل مائي

مليء بالشروخ

مليء بالخدوش

كلما حاولتَ قرعه

كلما زاد في الخُفوت

…………..
…………..

هكذا أنا

بلا يدين ولا قرع

مشدوخَ الرأس

بحجر الصمت

بانتظار

أن تصفر الريح

في تجاويفي

في جروحي

 

بطاقة صداقة

ليس الجمال

بطاقةً بريدية

تتلقاها

علبة رسائلِ

انتظاراتِنا

الجمال

بطاقةُ صداقة

تُغْنِي عن البطاقة

…………..
…………..

هكذا أنا

بانتظار تخلي الجمال

عن البطاقة المختومة

عن خدمات بريد الانتظار

الباهظة

مكتفيا فقط بالصداقة

عنوانا بريديا

 لكل عاشق وعاشقة

 

انعكاس معكوس

ليست صورنا ما ينعكس

على المرايا

بل ما ينعكس على وجوهنا

من صورنا المنعكسة

كغيمة تنعكس على قمر

فينعكس القمر على الغيمة

كابتسامة تنعكس على أمومة

فتنعكس الأمومة على الابتسامة

…………..
…………..

هكذا أنا

بانتظار أن أكشط

بشفرة الحلاقة

صورة المرآة المنعكسة

على قسماتي

 

غرق غريق

ليس الغريق

من أسلمه الماء للغرق

فأسلمه الغرق للماء

الغريق من يحترف

مهنة التغريق

فقط

للإبقاء على الغرق

فلا يطفو التغريق على السطح

كسفينة تحولت إلى مدينة

أسطورية

في قيعان المرجان

بشوارع الأسماك الفسيحة

بأزقة مضاءة بمصابيح الهلام

بلافتات الرخويات الصاخبة

على الواجهات الكهرمان

…………..
…………..

هكذا أنا

بانتظار

تغريقٍ كليٍّ مضيء

يفتحني

أروقةً في الأعماق

فلا تطفو مني قشة

على مياه نفسي الآسنة

 

سفر مستمر

ليس المسافر

من يبادر باقتناء

تذكرة السفر

معجلا بالرحيل

المسافر من يستطيع

الوقوف على الشباك

عند الرجوع

مستردا

ثمن التذكرة

في جميع الأحوال

ليستقلّ القطار

من جديد

متعقبا سفرا مستمرا

من دون مسافر

فيما يستمر مسافرا

من دون سفر

…………..
…………..

هكذا أنا

بانتظار

استرداد

تذكرة السفر

لركوب القطار

الذي تركني

عند أول محطة

هاربا بسفري

هاربا بالحقائب

 

مزهرية الغياب

 

ليس المغيب سوى مزهرية

موضوعة سلفا

على الرفوف الزرقاء

للقاءٍ مخذول عابر

بين زهرتين متباعدتين

على سفر

زهرة الأفول القانية

زهرة الطلوع البيضاء

حالما يلتقيان

يعجلان توا بالفراق

…………..
…………..

هكذا أنا

مزهرية على رفّ الغياب

بانتظار

جمْع قُبَلي المتباعدة

زهورا متناثرة

في إناء الوداع

*****

خاص بأوكسجين


شاعر ومترجم من المغرب.