نحن بلا وطن
العدد 180 | 12 تشرين الأول 2015
قطع وصل


اعتاد الأستاذ أحمد الموظف تناول غدائه أيام الجُمع في مطعم النورماندي الفخم، في الخمسينات وما بعدها قليلاً، وكان علي الطالب الجامعي المفلس يظهر بغتة في المطعم، فيدعوه عمه إلى مائدته على مضض، ومن الطرائف أن شاعرنا المفلس كان يخرج محفظة نقوده متظاهراً برغبته في الدفع، فيتأمله عمه برهة قبل أن يقول له: “لا تتعب نفسك، ليس في محفظتك إلا الهواء الطلق”. وجاء يوم ظهرَ فيه ديوان علي الأول وعنوانه: “الراية المنكّسة”، وقدمه إلى عمه الكلاسيكي شعرياً فبادره العم: “علي، هذا ليس عنواناً يوُضع على ديوان شعر، بل يرُفع على مخفر للدرَك”.

من “عن علي الجندي (1928 ـ 2009) هَبْرَمَة لا قصيدة… عن النرجسي الماركسي المؤبد الإفلاس” – غازي أبو عقل *المستقبل

____________________________________

 

“كنا في شوق أن نرى على الشاشة أبطالا مصريين مثل مارلين ديتريتش وجريتا جاربو.. وأعلن عن قرب عرض فيلم “ليلى” في سينما متروبول خلف محلا شيكوريل.. وتجمع الناس أمام دار العرض ودخلنا فرحين مستبشرين.. وبدأ العرض وقلوبنا ترقص من الفرحة، وكل لقطة تهزنا، وأخذنا جميعا نصيح مأخوذين كلما ظهر شيء فيه الطابع المصري: الله .. قلة ! طبلية ! ملوخية ! طربوش”! هكذا بدأ المصري يرى حياته التي يعرفها حتى لو قدمت له بوعي زائف، إلا أن صورها من حياته وليست من حياة الغرب.

من “السينما زمن الطربوش” – أحمد الخميسي *الدستور

_____________________________________

 

منذ بدأت «ثورات الرّبيع العربيّ» لم نقرأ لهذه الثّورات كلمةً واحدة عن حقوق المرأة – الإنسان. عن الحريّة والعدالة والمساواة. ثورات بالجمع، ليس لديها فكرة جديدة واحدة خارج الاقتتال على السّلطة! لم نقرأ غير الرؤوس المقطوعة وغير الجثث وغير السّبي والنّهب، وغير الخراب والدّمار.

من ” مدارات («لعنةُ» المكان أم عبثُ التاريخ؟)” – أدونيس *الحياة

_____________________________________

 

نحن بلا وطن. هذا ما فهمته بعد عشرين عاماً من المشاركة والتزام قضايا المواطنة. فشلنا لأننا نفتقر إلى مقومات الأوطان. إلى مواد البناء الأولية: كلنا هياكل هشّة، تذروها الرياح، وتميل بها النسمات حسب الهبوب، وطن يشبه فزاعة القش في الحقل، تحطّ فوقها كل الطيور، تسرق حبوب الحقل أمام عينيها الجامدتين، وتبول عليها دون أدنى خوف، ثم تطير.

من “وجع الهشاشة” – ضحى شمس *الأخبار

____________________________________

 

على بعد أسبوعين من موعد وصول الشيخ السعودي، محمد العريفي للمغرب.. أطلق روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، عريضة إلكترونية على الموقع العالمي “أفاز” للحملات المجتمعية، يطالبون فيها بمنع الندوة، تعبيراً منهم عن رفضهم لما أسموه “استقبال الأصوات المحرضة على العنف والظلامية”، مؤكدين أن المنع جاء لتفادي “التطبيع مع ثقافة التطرف والكراهية”.

من “مناهضو زيارة العريفي للمغرب يطلقون عريضة دولية لمنع وصوله الرباط” *اليوم 24

_____________________________________

 

منذ البدء أدركت أن الأدب في واقع الأمر هو قلة أدب… لذيذة. لم يكن مطلوبا عبر التاريخ من الأدباء أن «يصلحوا» العالم أو يثبتوا قاطرته المهترئة على السكة القديمة إياها: الأدباء الكبار كانوا في غالبيتهم أناسا لا أخلاقيين، محجور على من هم تحت الثامنة عشرة (- 18) قراءتهم، وبالتالي كان موضوع الجنس إلى جانب تابوهات أخرى موضوعا مغريا، من خلاله كانوا يقلبون الطاولة على رأس الرتابة والخوف والتشابه.

من “قلة الأدب اللذيذة” – لطيفة باقا *السفير

______________________________________________