موجز تاريخ الفقاعة
العدد 259 | 11 أيلول 2020
غسان البرهان


 

                           تداعٍ حرٌ للخيوط

 

كيف لأصابعك ألا ترتجف

من التداعي الحر

للخيوط؟

 

تنسجين أرانبَ وديعة، تأكل رتابة الوقت.

 

تتخيلين نفسكِ شبه عاريةٍ

مثل غاندي

تحوكين الصوفَ، وتشربين لبنَ الماعزِ

تضحكين لأن ثورتك الكبرى؛ نشر صورةٍ شخصية، على إنستغرام!

 

تسرحين..

تغرزين المخرز بإصبعك

تخضبين الخيط الأبيض

بالأمس الأسود!

 

تنسجين من ماضيك ابتسامات في قلوب الآخرين

 

في خزانتك هدايا

للذين عطلوا حساباتهم… 

 

تشبكين خيوط المُغادِر

من ريق لسانه

والكلام الذي في صدره

تحولينه شالا

يلف غيابه

 

كيف لك أن تختاري هذه الهواية؟

وكيف لأصابعك

أن تقبض على شتاتِ الخيوط؟

 

                             موجز تاريخ الفقاعة

 

زاهيةٌ

بألوانكِ المشعة

           وأطياف المسرورين

 

تصونين عهد سلالتك

          حتى تتمين دورة حياتك

تمرين لحظةً خاطفةً

من ميناءِ الشفاه

 

تعزلين الزفير الخالي من الكلام

                عن صخب العالم

وببلاغة الصمت

تثيرين دهشة الأطفال

 

لا تخافين العدم

تهدين نفسك إلى الزوال

بضمير نبي أتم رسالته.

 

*****

خاص بأوكسجين

 


صحافي وكاتب من العراق.