قلب القاتل فوق خصيتيه
العدد 181 | 24 تشرين الأول 2015
أشرف العناني


-1-

بجبينٍ لم يتغيّر 

بأنفٍ هو أنف الأمس وقبلَ أمس

هذا الصباح لا ينتظرني سوى بفنجان قهوةٍ

بخبرٍ من مصدرٍ موثوق عن موت أحدهم برصاصة مجهولة؛

لا تصدقوني 

مؤخراً صرت أكذب كثيراً 

لا لشيء

فقط حتى لا يتيبس فمي،

كل الكلمات الجادة عن أنني غاضبٌ

مستاءٌ

خائفٌ

متحمسٌ لعمل شيء

ضعوها في مؤخراتكم

ولكن رجاء 

لا تشتموني بالألفاظ المستعملة

أحتاج غضباً حقيقياً أبكي بعده.

 

-2-

كل راجماتكم هذه

فوهات مدافعكم

لهيب قلوبكم الأشد خرفاً وحسرة

الرصاص الخارق

والحارق

لم يحرّك خنفساء تدفع أمامها كرة كبيرة من الروث

وتفكر أن بانتظارها

على بعد مترين أو ثلاثة 

في الجحر الرملي ذاته

وجبةُ جنسٍ 

ساعتان من النوم العميق

مكافأةً لها 

على ما ارتكبته من حياة.

 

-3-

لماذا لا يأخذ الموت هذا الأمر على محمل الجد

يستمع لنصيحتي 

هؤلاء الذين ينبغي أن يموتوا،

سمعتكَ 

أفهمُ

تتمنى لو يموتوا كلهم ونستريح

لكنني لم أسمعك تقول: بمن فيهم أنا.

 

-4-

صوتكَ الخشن لن يخيف إسفنجة 

كُلْ هواء

القاتل المتمرس يولد من بطن أمه بعيون حرباء

قلبهُ ضامرٌ فوق خصيتيه

أطرافه كأطراف الزواحف القديمة

كلما انقطع أحدها نما غيره

لا يستغرب

ولا ينفعل كما تفعل أنت

أنتَ لا تفهم 

صدقني

هذه الاصبع بين أسنانكَ

ليست سوى اصبعك

هذا البيت الذي تضبط إحداثيات مدفعك باتجاهه

ليس سوى بيتكَ

الأطفال الذين يتخفون وراءَ الشجرة الوحيدة في فناء البيت

ويحسبهم عمى قلبك أعداء ينتظرون الفرصة

ليسوا سوى أطفالك

يلعبون لعبة “خلويص .. لسه”.

__________________________________________

شاعر من مصر صدر له “عزف منفرد” 1996، “صحراء احتياطية” 2014

*****

خاص بأوكسجين