فستان ليلكي ودبابيس حمراء
العدد 211 | 02 أيار 2017
إجلال البيل


أملك أشياء كثيرة…

تفاحة في ذقني

وحبيب بغمّازتين وشعر أسود…

لي معصم رقيق وأظافر طويلة

أستيقظ صباحاً بنصف ابتسامة

وشعر مفرود للرّيح

…….

أملك أشياء كثيرة

دواوين لشعراء أحبهم

أضع قصائد محمد عفيفي مطر على خدّي قبل النوم

وأسهر على إيلوار وهو يكتب لغالا

أملك روايات جميلة أقرأها كل مساء وأنا ألعب بخصلات شعري وأعقد حاجبيّ ثم ينفردان كسحابة حين تفاجئني عبارة حبّ…

أحبّ جودي بلانكو وخوان رولفو

وأقترب كثيرًا من سيلفيا وتعانقني عبارات آراغون….

…………

أملك أشياء كثيرة

طلاء أظافر أسود وفستان ليلكي ودبابيس حمراء

وكثير من أحواض القرنفل…

 

………………

أملك أشياء كثيرة

غرفة صغيرة تحتوي ثيابي المبعثرة والكثير من الأقلام والألوان

……………..

أملك أشياء كثيرة

سطح منزل جدرانه تعرش عليها أوراق العنب ويطلّ على جبلٍ أخضر

في زواياه حكايات كثيرة وضحكات بيضاء

…………….

أملك أشياء كثيرة…

قلب أمي و صوت أخواتي وهيبة أبي… 

يلتحفني المساء بخيباته، ويوقظني الصباح بنصف ذاكرة…

…….

أملك النسيان ويرهقني الحنين

وأملك أشياء كثيرة كثيرة تتلاشى دائما ثم أبحث عن جديد…

……..

كان الحزن طيّبًا

مثل ماءٍ تدفّق من فمِ طفل

وكانت الأزهار لا تذبل

ولا تنحني

كان كل شيء راسخاً كعقيدة

 

الآن تدفّقت الأشياء

مثل ظل أفعى

عواء ذئب أحمر

تكوّر الزمن في لحظة عنف

وجرّ ذيله المقطوع

نحو الحديقة الساخرة

الأشياء التي بدت لتوها رطبة

كانت يابسة تختبئ فيها الحشائش السوداء الملطخة بالدم

الدم عاثر الحظ وهو يتلوّى يبحث عن ساقٍ صغيرة يغفو عليها

كان النهار صادقًا

مثل الأمهات الطيبات اللائي يقضين وقتًا طويلاً في تعليم أطفالهن الفضيلة

وكانت الشمس لا تهرب

تحبس الماء في جوفها انتظاراً للمغيب

المغيب الذي يحمل عصا تنام عليها الأمنيات

كان كل شيء ساخرًا

يلقي النكات وسط المعركة

حين تقرع أجراس الحرب

وكان الجميع متيقظين

 يهتفون بالأناشيد

ويحملون صوراً باكية

كان كل شيء جيّدًا

جدران البيت

المقاطع الموسيقية

أصيص الزهور البيضاء

أبواب جارتنا المتصدعة

نوافذ المحلات التجارية

الرسائل التي كُنّا نقرأها خِلسة

الاسفلت المليء بالحفريات

البرامج التافهة التي نتقيأ من رداءتها

كان كل شيء جيدًا

حتى أتيت

*****

خاص بأوكسجين


كاتبة من اليمن.