طووووط
العدد 201 | 24 تشرين الأول 2016
قصي اللبدي


ندم

بخطى غير مرئية،

يتعقبني.

بالوجوه الثلاثة:

واش، وكلب، وسائق حافلة.

.

مرّ عامان.

أصغي إلى صوت نفسي،

فأسمع أنفاسه في مخيلتي.

.

آه، عامان.

صار له سالفان طويلان،

نظارة،

وطباع محددة.

.

بعض عاداته:

أدخل البار،

يلقي على مقعد فيه معطفه الجلد

ذا العنق المستقيمة، مثل الجرار

.

وأشعل سيجارة،

فيحدق بي من خلال الدخان

بعينين ثابتتين.

.

وفيما تشعين صامتة في الظلال،

يظلل روحي سحاب

بعيد

فينهمر الماء من نظرتي.

.

في الصباح

أرى جسدي في السرير

ولا أتذكر من أمس شيئا..

إلى أن أرى سالفيه الطويلين،

أو

يتعجل خطوي صدى وقح،

يتعالى فترتج منه النوافذ:

طووووط… طوووووووط.. طوووط

***

 

العظاءة

كما لو تأكّد بطنيَ،

أو جُردت قدمايَ من المشيِ،

أرسلُ نفسيَ أبعدَ

أبعدَ

حتى أرى الليل مختبئًا

في النهايات.

.

عما قليل،

سألقي مخيلتي بين أشياءَ أخرى

وأضحكُ ملء فمي من نفاد صلاحية الكلماتِ

ستدفع أغنيتي الريحُ أعلى،

فأعلى.

ولن يتذكرني أحد.

.

لا الندوب العميقة في الظهر

لا أنت.

لا أحد.

.

يا له من مصيرٍ!

أنا قطعة تتلوى..

على بعد مترين مني تنزّ الظهيرةُ، لاعقة جسمها.

*****

خاص بأوكسجين


شاعر وصحافي من الأردن. من مؤلفاته: "ليكن لي اسمك"" 2011 و""فرد في العائلة"" .2014"