شحوب في وجه الأيام
العدد 203 | 29 تشرين الثاني 2016
مبين الخشاني


شحوب في وجه أيامي

التي تركض من الجوع

لتطعم مسافات تحول بين حياتي ونهايتها.

ساعاتي القليلة صنفتني طفلاً

نموّه أبطأ من حزنه الذي يكبر أسرع من خبرٍ سيء

متخيلاً الألم كتلة جلاتينية يعضها بفمٍ أدرد

ويشرب بعد قضم خارطة الأرض

ماءً بارداً يُطفئ حرائق المدن الحارة في حلقه.

شحوب في وجه الساعة ذات الأميال المحدودبة

جراء روماتيزم الوقت المتفشي في مفاصلها.

شحوب في وجه أمي وهي تملي عليّ

أخطائي التي فازت بأولمبياد الفشل.

شحوب حتى في المرآة التي تعكس وجه أبي

المتعب من ذرع أراضي الأغنياء بلا هوادة

وهو لا يحظى بغير النرفزة والشارب المترب.

شحوب في وجه الحبيبة الساهرة على تقليم أصابع الندم

من فرط خيبتها التي رمتها بعاشقٍ مثلي

ينام أكثر من ميت قديم.

شحوب في وجه أحلامي من السهر المصاحب لعينيّ اللتين أكلهما الأرق

بملعقةٍ باردة.

شحوب حتى في وجهي الذي طبعت عليه خطوط الوسادة

المزركشة برسوم حاكتها  خالتي التي سئمت من برود زوجها في الفراش.

شحوب في وجه أكلتي المفضلة

التي ذرفتها عين الطباخ المزكوم في مطبخ رطبٍ مثل مستشفى.

شحوب في  وجه الحقيقة المنسدلة من فمِ الجفاف

بأن في النهرِ بقية.

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من العراق.