سيرة حصاة
العدد 250 | 29 كانون الأول 2019
مهدي محسن


سقطت من العرش

حينما اهتز لعصيان ابليس،

تعثّر بها الشيطان

وألقمها فم آدم،

تقيئها آدم أمام كهف بعد أن نزل الأرض،

قابيل تعثر بها فحطمها على رأس هابيل،

حواء كي ترى دم ابنها قدحتها بحجارة ضلعها

فتولدت من الشرارة جبال،

انتشرت السلالة الملعونة من حجارة.

البدائيون نحتوا منها بيوتًا،

رسموا كل شيء على الكهوف،

صنعوا أكوابًا وصحونًا وقلائد لنسائهم،

وحرابًا لبقر بطون الحوامل

وذبح الكائنات في البر والبحر،

يطلقونها على السماء لجلب المطر.

تناقلتها الديانات،

أصبحت حجرًا أسود يُقبّلونه

وحجارات صغيرة يرمون بها الشيطان،

الأب القديم للنار والتراب.

يستخدمها البشر لقتل بعضهم بعضًا

ويدافعون بها عن أرضهم،

بصنع الحصون وتحطيم جماجم الأعداء.

تبتلعها التماسيح

لتهضم البشر وتتقيئهم كغذاء للأسماك،

الأسماك التي سيأكلها البشر فيما بعد،

يختلطون جميعًا كفضلات في المجاري

أو يتحللون بعد أن كانوا جثثًا إلى تراب،

التراب سليل الحجارة،

نبي الولادة والقيامة.

استخدمها جلجامش للكتابة

والفراعنة والمايا للأهرامات،

استخدمها العشاق 

لنداء العاشقات من النوافذ،

يستخدمها العرّاف 

والمنجّم والفلكي والتائه في الصحراء.

يستخدمها الوثني للعبادة،

يستخدمها الجلّاد للتعذيب،

يتحزّم بها الجائع،

يستخدمها المنتحر في النهر

كي لا ترتفع جثته بعد أن يُغير رأيه.

كان اسمها حجر الفلاسفة 

وحجر الصبر،

تحكي له المخنوقة

حتى يتفتت من الحزن ويتكلم.

الحجارة،

تشتعل في رأس تايسون

وتنفجر في يده.

الحجارة

ليتها أوقفت عربة الطفل

على الدرج الطويل 

في فيلم المدرعة بوتمكين.

الحجارة-الصخرة

كانت بلا وزن في لوحات ماغريت،

مرة تطارد غيمة،

مرة تجلس أمام نافذة،

مرة معلقة بين البحر والسماء،

أكرهها

التفاحة التي أخرجت آدم،

ماغريت

ليته أبدلها بحجارة في وجهه.

الصخرة-التمثال

لم تكن الشكل في الداخل يا آنجلو

بل في الخارج،

فعلها سليل الفراعنة 

محمد مكاوي

نحت حجارة جسده

وتجلى على المسرح،

كتلة صخر ونار صوفية تتراقص.

الحجارة-الحجارة

ليتها لا تُثقل القبور بعد الآن،

ربماالميت يخرُج، يرى اسمه أمامه

فيموت ثانية،

الاسم مؤلم، الاسم دليل.

سخّرها الرب في السماء 

لتضيءالأرض،

أحيانًا تصطدم مع بعضها

 وتخترق الأرض،

يقال بأن من سيحرق الأرض

حجارة من الجحيم،

قد تكون شموسًا حمراء 

تنفجر

أو شيئًا أعظم أو أصغر.

 

*****

خاص بأوكسجين


مساهمات أخرى للكاتب/ة: