سفر قذيفة الهاون
العدد 141 | 15 آب 2013
بهيج وردة


الآن

في مثل هذا التوقيت 

-توقيت القلب- 

يصفر قطار الأحلام 

تخلع المحطة رداء الانتظار 

ويحزم المسافرون نظرتهم الأخيرة 

ويمتطون البرق

***

الآن 

بتوقيت القلب 

تزفر الآلة الحديدية رصاص الوقت 

ويتمنى القناص انتصاف الظهيرة 

-حتى ينتهي من وردية الليل سريعاً-

يعد رصاصاته المتبقية 

ويغادر مناوبته مستعجلاً 

إلى أقرب فرن 

–لم يقصف بعد-

منتظراً دوره أيضاً

***

الآن 

بتوقيت المسافر/ اللاجئ

حانت لحظة الابتسامة

-وهو يضبط بقايا أناقته- 

إن مررت على شريط الفبركة لا بد أن تكون أنيقاً.

ويتذكر وعده لزوجته المهووسة بالأناقة 

التي سافرت بقذيفة هاون 

مؤيدة؟/ معارضة؟

يحدث نفسه: سيان

يهز كتفيه باستهتار، ويمضي.

*** 

الآن 

بتوقيت المحطة 

يلج المسافرون القطار السريع 

مع حقائبهم المتبقية 

بشعر مشعث 

وبقية أحلام غير مكتملة 

ويحتلون مقاعد الغياب

***

الآن 

بتوقيت ناظر المحطة 

– لربما كان القطار الاخير- 

يحدث نفسه 

ويحرص على تشييع المسافرين 

كل بدوره وهو يعبر جهاز تفتيش الأسلحة 

-قديم الطراز-

يطيل النظر لصغير برفقة دميته الممزقة التي يضمها كحقيقة 

ويتذكر آخر لعبة “ليغو” اشتراها لابنه الوحيد أواخر التسعينات

***

الآن 

بتوقيت الشهيد/ القتيل/ الضحية/ المغرر به/ المندس/ عميل الناتو/ تابع قطر 

ما عاد الوقت بهذه الأهمية

حتى جملة (فرق عملة) ما عادت مجدية 

السوق السوداء التهمت كل ما له دلالة مادية 

وصار التوقيت 

توقيت الهدم/ البناء.

_______________________

كاتب وصحفي من سورية

الصورة من أعمال الفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي

*****

خاص بأوكسجين


كاتب وصحافي من سورية مقيم في كندا.