سجدة خفيفة لن تهد جسدك
العدد 222 | 15 تشرين الثاني 2017
مازن حلمي


آدم وحواء

على غير العادة

سلم مسنود على حائط

وثقب حدث فى السماء سهوًا

قبل أن يرتقه ملاك متجول

قبل أن تجرا البشرية إلى هذا المصير

اصعدا

ولا تضيعا الفرصة الأخيرة..

 

آدم

أعطى الشجرة تفاحتها الكارثة

حولك الجنة كل ما شئت

حواء

اتخذي سمت الحكمة والقناعة

ولا تكوني امرأة متعجلة

هذا لن يجلب لك

إلا نفور الزوج وغضبه

إبليس

كف عن كبريائك الممل

– هكذا يستقبل الضيف –

سجدة خفيفة لن تهد جسدك

بعدها تلبس وقارك

وتعود رجل الرب

أيها الرب

سامحهما

طفلان ساذجان

يظنان الزهرة قنديلًا والقنديل فراشة.

 

النبلاء

قبل أن تتحدث عن الإنسانية

ضع كرسيًا للحائط

كي يستريح من الوقوف.

حقق للكرسي أمنية بسيطة

بالمشي معك في نزهة.

أغمض عين المصباح

ربا يريد أن ينام

ويخجل أن يقول.

أعطِ حارس فم الغرفة/ الباب

عطلة؛ ربما له بيت وامرأة

يريد أن يزورها.

ارفع قدمك عن وجه البلاط

ربما يشكو بصمت

وأنت لا تسمع

للبلاط أيضاً كبرياء

ضع السرير في أرجوحة

كأنه طفل

ترعاه في غياب أمه

دعه يجرب مرة هذا الشعور.

فك قيود السقف

قل له: انطلق.. أنت حر

ليس جميلًا أن يعيش مسطحًا

طوال عمره من أجلك.

تنفس الهواء ببطء

أنت لا تعلم

من أين يجيء؟

ربما يحبل، ويلد، ويموت.

قبل أن تتحدث عن الإنسانية

ارحم من يخدمك ليل نهار

دون كلمة شكر

أو نظرة امتنان.

 

شجرةٌ مُغنِّية

ليست سمكة

ما تأكلها يا أخي

هذي يدي

أعطها لي

أريد أن أذهب إلى النافذة.

 

ليس كرسيًا

ما تستريح عليه

ولا صديقًا نائمًا

هذه أقدامي

انهض، أرجوك

أريد أن أذهب إلى النافذة.

 

ليست مائدة

ما تتكئ عليها

ولا خادمة راكعة

هذا ظهري

أوقفه لي

أريد أن أذهب إلى النافذة.

 

ليس هواءً ما تُعبئ به رئتيك        

هذا صوتي

رده لي

فمي يحتاجه

لأقول لك:

أريد أن أذهب إلى النافذة

كى أرى نافذة

تُلوح لشجرة

كي أسمع شجرة

تُغني لنافذة.

*****

خاص بأوكسجين

 

        

 

 

 

 

 


شاعر من مصر.