دوائر لزوايا مثلث الدلتا
العدد 262 | 04 كانون الأول 2020
سلطان محمد


 

مَسْرَى يا قصائِدُ

 

القِحَابُ سَرينَ في ليلِ حُلمِك المُزْرَقِّ من فَرْط الشِّعْرِ،

في ثنايَاهُ، والآيِ الخَبيثِ،

                                  حامِلينَ خِصَايَ على تِيجَانِهِنَّ

دُرَرًا منَ الطِّينِ المُعتَّقِ والمُرَقَّشِ الأحفَّةِ من أحرُفِ الآهِ

التي فُهْتِ بِهَا حِينَ كانَ الوَقْـتُ سـاكِنَ الذَّيلِ لا ينوي الرَّحيلْ

أقولُ : القِحَابُ سَرَينَ إليكِ بأمريَ

          آنَ أعيتني السَّبيلْ!

وَقُلْنَ: نحْنُ أبدَالٌ لها ..

قلتُ: أنتُنَّ انعكاسَاتٌ ملفَّقَةٌ على عجَلِ المَنِيِّ

         لأصْل شمْسٍ ما تُقبِّل زعفرانًا في الأصيلْ

قُلْنَ: إذًا، متى نأتي بِهَا؟

قلتُ : بعد استوَاء النَّيْكِ، في زَبَدِ الهوَى، حجرًا

          يسندُ نابَ الزَّنْجَبِيلْ/ ..

فكانَ الحَرْثُ في عُلوٍّ منَ الغَمْضِ اللذيذِ

لمَّا أنْ تكشَّفَتِ البصيرَةُ وانتصبَ البُكاءُ

فأفرَغ مِيقاتَ الحنينِ منَ النَّشيجِ –

بِسِفْرٍ مُحْدَثٍ منَ الإنِجَيلْ –

حتَّى توزَّعَتِ الأنحاءَ ملائكُ لعنة الحيوَانِ:

كَلْب أُغنيَةِ النُّبَاحِ، حِمَارِ الصَّبْرِ ، جُرَذِ الوِشايةِ،

بُومَةِ العَين، والحربَاءِ في تَلوُّنِ التأويلْ!

فأسْرَيتُهُنَّ إلى نوَاحيكِ

في اللا مَكانِ،

بعدَ تُخُومِ الكلامِ،

حيثُ الغَمْغمَاتُ توازي الصَّهَيِلْ/

قائِلًا : يا أَغانِيَّ، اِئتينَنِي بِبَظْرِ اللحْنِ من لَحْمِ الجَمِيلْ!

 
زَهْرَةُ بودلير
في أَنْف يوسُفَ

 

يا لَرُطُوبَةِ الأكسَاس آنَ يمرُّ أخُو الذِّئابِ بِنَهْرِ مرآة

صبيًّا بَلِيلَ الوَجْهِ قُدَّ من قُبُلٍ بِظلْفِ مِعزَاةٍ بينَ زرَائبِ الـمُراوَداتْ/

 

يا لِنَدَى الليلِ، إذَّاكَ

يوشِكُ أنْ يموءَ الذئبُ إذ يبغي

العُوَاءَ شِكاةً إلى فضَّةِ التِّمِّ النَّقيَّةِ

مِنْ دَمٍ كذِبٍ أهرقَتْهُ خِصَى يعقُوبْ/

 

يا لبيَاض الحُروف فيمَا يرَى النَّائمُ،

آنَ يستريحُ في حليبِ عمَى أبيهِ الشَّيخ

ويقطُرُ باحتلامِ الفَتيِّ عسَل التآويلِ:

السَّبْعُ سبعونَ بصَوت التَّهاويلِ، والطيْرانِ أبدًا طائرانِ

فوقَ رأس الصَّدَى؛ كأنَّمَا دَوْخَةُ اليَعْسُوبْ/

 

يا لَسُيولَةِ الرِّيق من فم الطريقِ،

آنَ يخطُو صوبَ معنَايَ المُفرَّغِ من هيكلِ القَصْدِ

سِوَى ولَعِي بخِفة انتحار الفراشَةِ عندَما لهَبٌ يُغنِّي:

أنَّ الهُويَّ هُوَ الهوى،

أنَّ الحُبَّ جُبٌّ،

أنَّ الحَنِينَ لحَيمٌ دافئٌ في هَزيع الغُراب،

وأنَّ السُّيولاتِ هذي والموائِعَ في انثيالاتٍ روَائِعَ

لا من مَرِّ يوسُفَ الأديَانِ بل وَجْهيَ ذي الشحُوبْ –

 

رَطِيبًا نَدِيًّا أبيضَ سائِلَ الرِّيقِ –

بِنَهْرِ مرآةِ عينِ عَزِيزَتي في قَصْرِ مِصْرِ مَصِّ نَصِّ الـمَنْيكَاتْ!

 

الشَّهْوَانُ غنَّى

 

أنا لا أشتهيكِ ..

بل أشتَهِي جَسَدي

وهُوَ مُخَوِّضٌ فيكِ،

أشتَهِي النَّارَ المُثَلَّجَةَ

المُثلَّثةَ الأطرَافِ من روحيَ

إذ تَكْتَويكِ/

أنَا لا أشتهيكِ؛

بل صوتُكِ المبحُوحُ

وهو يفحُّ في أُذُني

أنْ أكتريكِ،

لليلَةِ التَّقحيبِ

والتَّرْكيبِ

على آلةِ التَّفْكيكِ :

مِن ثُقْبِ اللوَاطِ

إلى دَرْب الصِّرَاطِ

ما بينَ نهديكِ،

عندما الأنَّاتُ

تستمني معَ الآهَاتِ

في صيْحَةِ الدِّيكِ/

أنَا لا أشتَهيكِ

بل شَهْوتي،

بدَمي وقصيدتي،

تَشْتهيكِ !

 

*****

خاص بأوكسجين

 


شاعر من السعودية.