حارس البوابة
العدد 170 | 02 نيسان 2015
تيري ايغلتن/ ترجمة: أسامة منزلجي


الفتى الذي كان أوَّلَ مَنْ كشفَ لي عن حقائق الحياة كان بروتستانتياً بكل وضوح، لأنه بدا أنه لم يقرأ أي شيء من الكتاب المقدَّس. وبينما أخبار التناسُل البشري التي يقف له شعر الرأس يُغيرُ على أذنيّ الشائنتَين، لجأتُ إلى الحماية الوحيدة المتوفرة لي. أجبتُه بعنف ” حسن، ربما هكذا يفعل البروتستانت… “

    وكما أنَّ الدير لم تكن له إلاّ صِلة واهية بالواقع، كذلك الأمر مع الكاثوليكية في العموم. بدا أنَّ مذاهبها السرّية لم تعد قابلة للتطبيق في الحياة اليومية أكثر من قدرة عِلم المثلثات على كَيّ بنطالك. وكالسحر، كان نظاماً عالي التحديد لكنه يُشدِّدُ على الذات بشكلٍ تام، مع كل الصفاء الاستثنائي للهلوسة. والكاثوليكية ليست عن الأعمال الطيبة بقدر ما هي عن كيفية الإبقاء على الجمر في مِبخَرتك مُشتعلاً وإلاّ أمضيتَ خمسين عاماً أخرى مما قُدِّرَ لكَ من عمر في المَطْهَر ؛ ليست عن الإحسان بقدر ما هي عن الشمعدانات. لقد كنا ورِعين وقُساة القلوب، ذوي فِكر متزمِّت وخسيسين، نعيش بطهارة ووثنيين. كان هناك دقَّة مجنونة في نظام الإيمان الكنسي، كما في كتب الجغرافية المدرسية التي تسجِّل علوّ قمة جبل إفريست بأنها بالضبط 29006 قدم، أو مثل قائمة مواعيد تحرُّك القطارات في محطة السكة الحديد في منطقة متداعية من العالم التي تُعلن أنَّ موعد مغادرة قطارٍ ما بأنه الساعة 03