تعطيل النوم
العدد 260 | 04 تشرين الأول 2020
أحمد سواركة


 

 

إلى التروس والطريق معاً

كما أنّها للأيام التي تغلي

ثم إنّها كموضع بطيء  

 

 

 

انتظرت الموسيقى أن تحرق الأثاث

ساعِدي لايحتضن شيئاً

جزيرة  إلكترونية تفور منذ الأمس  

يمنحني ذلك مشيّاً عمودياً في النوم

 فأنا أعرف حكاية تتحطم

( كان في بطن حديدية وقد ولد في مجرى العاصفة وهي تميل  من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال بحيث أن صوتاً أخذ حاجياته ووزّعها على الطرقات التي تظهر في الشتاء . أخذ بيته واسمه من المارة وعاد بأرواح تخرج كلما دخل إلى باب. مكتوب مكانه في الخانة المربعة: سليل المواد المغناطيسية التي تصَفِّرُ كلما رأى سماء .)

 

غيمة مجففة

 

وجد الصباح في الممر الدافيء ، فأضرب عن الطعام  .

عامان وهو يدفع نفسه للخلف

عامان وهو يضغط فيشة الكهرباء في زجاجة الماء  

يتحرك فينهار البيت

يمشي فيمشي

يتوقع حجرة بها شتاء، فتضيع الحجرة

يتوتر  فلا يجد شيئاً

تحوّل إلى رصيف وَجَده في كتاب

ثم بحّار يمرّن الأرواح على أجساد جاءت من النوم   

كان أزرق، ثم تحوّل مع الزمن إلى قشرة صفراء

كنت أحاول أن أرسل له  أثداء مجفّفة

رفض الاستلام

تحطمت البلدة وتحوّلت إلى أحد الكومات  

لذلك دخلنا جرفاً عميقاً أنا ومعي قطعة من إنسان

فقدنا الحنان

وصلتْ السنة الحاليّة

صعدتُ معها شرفات تنهض ثم تنخفض حتى جاء الصقيع

لم أعثر على قطعة النهار التي في بيتي

تركتُ حافلة محمّلة بأجزاء بشريّة تذوب من تلقاء نفسها

كنت أضيع في مادة صفراء

انتقلتُ إلى مكان مكتوب عليه: توقف .

هناك شخص يُركّب البريد في شجرة مقطوعة

سحنة صفراء رمت الظهيرة بأعواد الثقاب  

وصلتْ الموسيقى

دخلتُ في أحد المناطق الحارة

ثم نبتت في أحلامي امرأة معدنية معها كلاب

ظهرت في السوق الشعبية تمشي بين الجميع

تكلمتْ امرأة عن نفسها 

نادت عليك.

 

تعطيل النوم

 

استيقظ صباحاً من النوم فلم يجد ذاته

بحث عنها على الفور في المشاتل الصناعية والأسواق الإلكترونية والحجر الصحي وفي المصانع ولم يجدها

وجدها في شجرة على هيئة رئة وقلب

كانت الشجرة تغرس أغصانها في الذات اليمنى

وهو يغرس أسنانه في الذات اليسرى

( أخذ  ذاته  ووضعها في الداخل، حاول أنْ يُسلّكها من أسنانه، ففشل. أدميت الذات من الشد والعصر، فابتلعها  مع الشجرة. )

 في الداخل نادى:

   أريد ويسكي

ردت عليه: نمْ ، لدينا حرب مع الأعداء

صرخ:  أحتاج إلى الشعب

قالت: الشعب ذهب مع  الصيف

نادى: أنا مستلق على ظهري

ردت: يا ابن الكلب أسنانك صفراء

قال: غيمة في عقلي

قالت: سوف  تموت بدوني

خرجت دابة من الأرض، تمشت أمّامه وقالت: ذاتك معي . )

ظهرت أسراب من الطيور في سماء يحملها شخص بدين

ثم جلس

كان الطريق واسعا، دفعتُ فيها ممثلة تأكل التين ومعها معجبين وخردة لحضارة نامت أيضا في الطريق

تعال ياطريق

خذ الطريق

خلعت مسماراً عاجياً من أسنان تمرّ من الماضي

ظهرت السيقان في الحقول

نام الماضي

وأنا أمشي

المشي سيقان طويلة

ذاب اللسان في الحانة

سقطت السهول على المقعد المجاور

أعلن مع نفسه تبديد  الذات المتبقية من الفطور

ابق ثابتا، الذات المتبقيّة  تأكل السجائر والكروم 

إرجعْ للظلام

أنا هناك.  

 

******

خاص بأوكسجين


شاعر من مصر. من إصدارته الشعرية: "أهوال صغيرة"" 1999، و""أغادر جسدي"" 2000، و""هواء سري"" 2002، و""قاطع طريق"" 2012"