تبويب الأخطاء
العدد 261 | 14 تشرين الثاني 2020
غسان البرهان


              

                  تبويب الأخطاء

 

على الرفوف البعيدة عن متناول اليد

أرتب الأخطاء الرمادية

لم يبقَ غير حماقة ارتكابها.

 وعِند مستقر العين

أُراكم الأخطاء المتكررة

سأتركَ رفاً فارغاً لما لم أرتكبه بعد.

وآخر لأنصاف الأخطاء المتناثرة على الأرض؛ أهي صوابٌ أم ذريعة؟

 

في صدري بابٌ

لأخطاءٍ يوهجها الارتكاب بالنفخ

 

أفرغ من كلِّ هذا

وأُخطِئ في تبويب الأخطاء.                       

 

                         عراف السراب

 

لا يعرف نفسه

الخطأ الكبير

الهائم على الأرض العمياء

عراف السراب

              والظامئ له

 

في كل تيه

يستدل بالسطوع

وبالخطى المجربة.. سِفر المتعثرين

لعبور المفازة

وعلى وجه الصواب

يتكسر وجهه.

 

السطوع وهم!

 

      *    *

 

خطأكِ الوحيد

أنا

وخطأي

الذي لا يعرف نفسه.

 

                     الساعة الثانية صباحا

 

أُشيح بنظري عن الصورة المعكوسة على الكأس الفارغ

أملأهُ، وبعينين مغمضتين، أكرع شرابا شاحباً،  

وأتجنب صورة المشوش على سطحه.

 

تفزعني صورة المنسي على الثلج البلوري.

وصورة الشبح على زجاج النافذة

والمنطفئ على خشب الطاولة

والمشوهة، في عيون الأعداء.

 

وعلى حافة الكأس

يطوف شريط حياتي صوراً رمادية

أشيح بنظري عنها 

 

في أعماقي

سأحتفظ بالصور المعكوسة على عرق الجبين

                                            وماء الوجه.

وبكل ما أوتيت من أصابع

سأتشبث بالصورة المعكوسة على التماعة عين الحبيبة،

حينما أدرك دمعتها من السقوط..

 

في الساعة الثانية صباحاً

تنفرط خرزات الموت

وشريط حياتي يمر صوراً

                             معكوسة على نفسي.

 

*****

خاص بأوكسجين


صحافي وكاتب من العراق.