العود الأبدي
العدد 246 | 01 آب 2019
مروة أبو ضيف


 

نحن أيضاً

سنغير بعض الأشياء

وكلما قررنا الشجار نغني

حتى وإن كانت اغنيات “الميتال” العنيفة

بصجيجها وكلامها الغاضب

وبدلاً عن التأفف في الأيام الرمادية الكئيبة

يخرج كل منا ناياً من جيبه

و لأننا لا نجيد العزف عليه

سنستخدمه للقتال..

فارسان شامخان يتناسيا كآبة الحياة

و اشتعال الأحزان بالداخل بمبارزة سريعة

حتى ينكسر الناي فنضطر حينها للضحك..

المسافات الشاسعة التي يركضها كل منا بداخله

تجعل من ثقوب ماضينا السوداء جحيما أكبر

لذا سنحاول أن نجري خارج جلودنا

تضغط يدك داخل صدري بعنف

حتى تتأكد من سيلان الدماء الفاسدة

و أضغط يدي في صدرك بعنف

حتى أشعر بقلبك و قد تفتت بالكامل بين أصابعي

و بقليل من الخبرة

و كثير من الإرادة و التحدي

نحاول فرد هذه الدائرة الخانقة

او حتى شق قناة مائلة

تسمح بهروب و لو قليل من الأحداث و الكوارث

لأن هذا العود الأبدي صار مثيراً للغثيان بالفعل

و ربما لجمالنا الذي لم يشهده أحد من قبل

و لان قلبينا أنقى مما يحتمله أحد

تحولنا إلى عملاقين هائلين

و لعبنا بهذي الكرة الأرضية الشقية نهاراً كاملاً

ركلة بقدمك القوية

فيسقط عنها الأوغاد جميعاً

ركلة بقدمي الخفيفة

فتغني الجماهير الطيبة

و لن تكون هذه نهاية العالم

ربما تكون فاصلة بين جملتين

ربما سطراً جديدا ًيصلح لقصة أكثر سعادة و عدالة

في الواقع

لا أريد التخلص من الأوغاد

و لا أخب أغنيات الطيبين

حتى لعبة الكرة

تذكرني بأمل و عمر

و كتاب مدرسي سعيد

ركلني مبكرا الي جحيم التجربة

لذلك أفضّل لو نصير عملاقين

نحمل الأرض على عاتقنا في الصباح

و نختبر اتزاننا فوقها مثل لاعبي السيرك في المساء

دون أن تفكر بأسرار أو طيبين أو أي أحد غيرنا أصلاً.

 

*****

خاص بأوكسجين


شاعرة من مصر. صدر لها "ذاكرة رحيل"" 2008، و"" أقص أيامي وانثرها في الهواء"" 2013."

مساهمات أخرى للكاتب/ة: