الرأس المقطوع
العدد 182 | 08 تشرين الثاني 2015
أحمد سواركة


أعود ببطانيّة وكيس بلاستيكي

ودون توضيح

مع أنّي كنت أريد أن أتكلم عن الغابة

لكن المشاغل اليومية تمنع ذلك

المنطقة التي نِمتُ فيها مُضاءة بعيون حمراء

وشاطئيّ يغرق

أنا كنت وحدي في جُمل كثيرة

ولم أبالغ وأنا أعلن كراهيتي للعمل 

ففي برودة الطقس أكون غير مفهوم

وأدور مع  الواقع

أسحب منه صفّا طويلاً من الأصدقاء الذين سأقابلهم بعد ذلك في حياتي

وأضعهم على كراسٍ مصنوعة في الصين

ثم أختفي

وأنا أناقش مع نفسي سؤال الوجود

من الذي يتكلم بمفرده دون إشارات من أحد؟

منَ الذي تخلص من الكلمات في الصمت؟

أفرغت كونا في غرفتي

على الحدود الفاصلة بيني وبين الآخرين، تبينت أنني لا أجد أحداً

فراغ مفتوح على فراغ

أصوات تندفع في أصوات

أناس في زحام مستمر

هذا أكد لي نوع الضياع الذي شعرت به

وأنا أناقش إمكانية أن أسميّك أو لا أسميّك

فمثلاً جاءني اليوم رجل عجوز 

ولوى سحنته على طريقة هيدجر

مع أنه يعول أسرة مكونة من خمسة أطفال 

وفي حوار مع الذات عن أهمية أن تكون جاداً في العمل

أو تقدم للإنسانية شيئاً

وجدت أن الإنسانية لا تحتاجني

والأعمال كلها شاقّة

لذا

جلست على الأرض أصّفّر

وأجلب علبة السجائر في يدي

بحيث كنت متعامداً مع صوت يصرخ

جاء من إحدى الكائنات التي عاصرت الحرب

فتبينت أن السعي خلف الحقيقة عادة تاريخية

وتوضيح الألم مشروع يفشي أسرارك

كما أن الهجمة على التجريب

هي جيل كامل.

 

***

تتحدث الأساطير من حولك عن امرأة تحولت إلى طائرة

وأنت تحولت إلى كوكب 

أنت تصغي بلا توقف

وتتابع حياتك من منظور شخصي

لذا ، لا تنتظر أن ينادي عليك أحد

أو تسمع صوتاً يدخل الآن خلسة

يحوم في البيت الخشبي

ويلقي عليك التحية.

هذه العادة دائما تحدث في الفجر 

وأنت تتجهز لمهمة صعبة

مهمة أن تخرج وتأتي برأسك من بعيد. 

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من مصر. من إصدارته الشعرية: "أهوال صغيرة"" 1999، و""أغادر جسدي"" 2000، و""هواء سري"" 2002، و""قاطع طريق"" 2012"