التماسيح
العدد 250 | 29 كانون الأول 2019
محمد العرادي


 

أنا خائف أو لست خائفاً، أو أن القلق جعلني ذا طبع هائج. أخشى أن يسقط عليّ شيء من أعلى ويهشم عظام الرأس. حينما دَوَى ذلك الصوت الانفجاري المكتوم انتبهت من النوم حامياً الرأس بذراعي وقلت سقط شيء، وتوهمتُ أني أسقط من السرير، وتحسست الرأس. المرأة التي بجواري صرخت صراخ من يخشى الموت. لأنها تتذكر أخاها الذي دخل الحمام في الشتاء… انفجر سخان الماء. أظن أن طنين الانفجار ظل يزعجه في القبر. لعله لم يمت بسرعة وشعر بذوبان فروة الرأس وهو يرفس بهيجان فوق بلاط الحمام الأبيض المشع ذي الرائحة الكلورية. الأم لا تستخدم الكلوروكس في كل حين. المرأة التي تنام بجواري ليست مثل الأم. قالت مرة إنها في أيامها البعيدة سقطت من حوض السيارة، من حوض السيارة سقطت على الأسفلت وانسحج جلد مؤخرتها وانقشرت ركبتها، خافت من الدم في سروالها ولم تقل. عمها الذي أوقف السيارة شتمها ولامها لأنها لا تجلس… لماذا سَقطتْ وسواها من الأولاد لم يسقطوا من الحوض على الأسفلت ولم تنقشر ركبهم. شعر بغيظ وقبض يدها، بل ضربها بقبضته. قلتُ لها إن مدرس الرياضيات الذي يمشي وفي جيب ثوبه سير ماكينة، قطعَ سير الماكينة نصفين، دس نصفه في جيب ثوبه، وإذا لم أوجد له قيمة ص يُخرج ذلك النصف. يضرب بِغِلٍّ قديم، يلوي لسانه ويضرب. وإذا أبعد الولد كفه يضربه على المؤخرة، على الظهر، الفخذ الأيسر، الساق، الرأس، لا ينسحج جلد المؤخرة لكنه يحمرّ. لست نادماً على شيء، بل خائف. قالوا إن النيل سيجف، ولن يجد سمك القرموط ماءً. حينما جاء السؤال عن بلطيم قلت لا أدري، وظننته اسم سمك من أسماك النيل التي لن تجد الماء، أما هي فقالت بغبائها بلطيم اسم مرض بالعربية الفصحى مثل الـحُماق الذي نسميه عنقز. الحماق مرض مُعْدٍ لكنه لا يخيفني مثل البرص الذي يظهر في الكف وفوق الحاجب. لم أصب بأي مرض وراثي، إلا أن المرأة التي هي أم أبي أصابها الخرف. تقول: اطردوا عني الأولاد، وليس عندها أحد. أنا أنسى، صرت مشوشاً، ولعل القلق جعلني ذا طبع هائج. غضبتُ، أحياناً يخطر لي أن أضربها بقوة، لأنها تقول: ماذا جرى؟ ولا أريد أن أعترف. لماذا لا نشتكي للشرطة؟ ومعنى هذا الكلام أني عاجز ولا أقدر.

 

      حينما دَوّى ذلك الصوت الانفجاري المكتوم انتبهت من النوم حاميَ الرأس. الصوت صدر من الحمام، لو أن المرآة سقطت لسمعنا صوتاً غير هذا، صوت تحطم زجاج. في الحمام رفٌ بلاستيكي أبيض، ليس لي به رغبة، لأن رداءة الصناعة ظاهرة فيه، لكنها اشترته لأني لن أدفع قيمة رف خشبي. ليس عندنا حوض استحمام من البلاستيك المقوى، ولا حوض استحمام حديدي ذي لون باهت، حوض الاستحمام الذي نسميه بانيو. في الحمام مرحاض إفرنجي قوي، يمكن لأي امرأة سمينة أن تجلس عليه، لكنها سوف تتعرق لأن الحمام مكتوم، ومروحة الشفاط متعطلة. لعل الذي رسمه بهذه المساحة الضئيلة قصد أن يجعله مخزناً أول الأمر، ثم جاءت زوجة مالك البيت ورأت أن تجعله حمّاماً. لما جاءت الأم قالت: لا أقدر على استخدام المرحاض العربي. أنا جلستُ على المرحاض العربي. كنت في الأيام البعيدة كلما دخلت الحمام في الليل تخيلت يداً سوداء غامضة يمكن أن تخرج من فتحة الصرف، وربما من شدة الخوف توهمت أنها تلمسني. الآن لأني صرت موظفاً ولديّ زوجه فأنا لا أخاف حتى لو رأيت غولاً كثيف الشعر في الحمام ينظر بعينيه، يخيل إليَّ أني سألكمه في بطنه، أو أجلده بنصف سير ماكينة، أطوي أول السير على يدي وأشد قبضتي عليه حتى أتمكن منه. مرة أصابني الصداع الذي يكتبون عنه في كتب الطب فعصبت رأسي حتى كاد شكل عظام الجمجمة يتغير. في المرآة التي في الحمام أبدو لأول وهلة مثل مقاتل حزين، إلا أني كنت مثل مريض يريد أن ينام. منذ أيام عاصباً رأسي شاهدت فلماً، فلم ممرض، وظننت أنه سيأثر على أحلامي. المرأة التي بجواري كانت تقرأ قصة التمساح، قصة غير مكتملة كتبها دستويفسكي عن السيد إيفان ماتيفيتش الذي ابتلعه التمساح كارل وصرخت امرأته لذلك صرخة خارقة للطبيعة، لكن السيد إيفان لم يمت وطلب من داخل بطن التمساح أن يستعينوا بالشرطة. أنا أقرأ كتب كرامات الأولياء باعتبارها قصصاً عجائبية ممتازة، قرأت قصة خطف التمساح بنتَ مخيمر النقيب، قرأت أن السيد مخيمر النقيب جاء باكياً للشيخ الفرغلي يشتكي ما وقع لابنته، فقال له: اذهب إلى الموضع الذي خطفها منه وناد بأعلى صوتك: يا تمساح تعال وكلم الفرغل، ففعل كما قال له، فخرج التمساح يمشي في القرية والناس يمشون إلى أن وقف التمساح بباب الشيخ، فأمر الشيخُ الحدادَ بقلع أسنان التمساح، والتمساح صامت ينظر ولا يقول شيئاً. ولما انتهى الحداد قال الشيخ: أخرج الفتاة المسكينة من بطنك، فأخرجها وهي مثل المجنونة مما وقع لها. ثم أخذ على التمساح العهد ألا يخطف أحداً من البلد، فصار التمساح يهز ذيله مستجيباً ويبكي. لو خطف التمساح ابنتي أو ابتلعها دون أن تموت لفعلت كما طلب إيفان ماتيفيتش واستعنت بالشرطة، خطر لي أن التمساح الصلب الذي رأيته في حديقة الحيوان لن يفهم كلامي لو ناديته وقلت له: تعال نتفاوض. ولعلي لو فكرت بعض التفكير فلن أستعين بأحد؛ لأن الناس لهم نوايا سيئة ولن يصدقوا حتى لو استخدمنا الأشعة السينية.

 

       حينما دَوّى ذلك الصوت الانفجاري المكتوم انتبهت من النوم حاميَ الرأس، ثم نهضت. أردت أن أغرق في خدر النعاس تحت الغطاء، لكن المرأة التي تنام جواري بغبائها قالت: لص. غضبتُ ومشيت. المشي في الظلام مزعج، وقد تتوهم رؤية خيالات سوداء تظنها شياطين. لو شربت ماءً في المطبخ ووقفت قليلاً ثم عدت وقلت لها: لم أجد شيئاً، لصدقَتْ. لكني سمعت أنيناً خافتاً من الحمام، الغسالة الأوتوماتيكية لا تئن ولكن تصدر صوت رجرجة. نور الحمام مضاء، فاتورة الكهرب مكلفة. حينما فتحت باب الحمام لمحت عيني رجلاً قصيراً، لم يكن غولاً كثيف الشعر، رأيت رجلاً حقيقياً. لانت مفاصلي وشتمتُه لأنه فاجأني. ركلت باب الحمام لأُظهر له الغضب، واستعددت للكمه في بطنه، لأنه لص. احتمى بذراعيه، وقال: أنا خائف، ساعدني، قال إنهم يطاردونه ولم يجد أمامه طريقاً فدخل من فتحة الصرف. فتحة الصرف التي في الكرسي الإفرنجي. كذبته، وقلت: تريد أن تتلاعب بي. صرخت غاضباً بالمرأة التي جاءت ورائي، ولم أقل لها استعيني بالشرطة. لقد شعرت بالحيرة والحقد، لماذا يحاول هذا اللص سرقتنا؟ خفت أن يلاحظ ترددي، قلت له قم، وصفعته صفعة قوية، لم يخطر ببالي أني قادر على أن أصفع أحداً بهذه القوة الصلبة. ارتجت رأسه، أردت أن ألكمه لكمة صلبة في معدته ليتأكد أني لست متردداً. اقتدته إلى المخزن، رأيت أنه ضئيل البنية ورأسه أشبه بالمخروط، لكن لن أصدق بأي حال أنه دخل من فتحة الصرف، لأن مواسير الصرف ملتوية. لم يبك مثل التمساح الذي خطف ابنة مخيمر النقيب، لكنه كان خاضعاً، ويقول ساعدني. طرحته في الغرفة وقيدت قدميه ويديه. ظننت أنني ما زلت في حلم وسوف أنتبه بعد قليل على صوت يصدر من الحمام. المرأة لم تصدق، ثم قالت بغبائها: قلت لك إنه لص. ثم قالت هذا من تأثير الأفلام الطويلة التي تشاهدها. عدت للمخزن بسرعة لأني لم أغلق الباب، وجدت الرجل القصير غير مقيد، ويجلس بتواضع. لو أن المرأة التي تنام بجواري رأتني وأنا أصفعه تلك الصفعة الصلبة التي ترج الرأس لغيرتْ رأيها وقالت إني غير عاجز. ثم تذكرت أن المخزن صار حماماً وجعلنا فيه مرحاضاً إفرنجيا لأن ركبة الأم ضعيفة. المخزن مظلم ورطب، كان مثل أي مخزن يمكن أن تتخيله، مزدحماً بالأغراض التالفة والمنقرضة، وضعت به المرأة ماكينة خياطة وأشرطة الفيديو. خفت أن يكون قد خبأ لي سكيناً تحت مؤخرته، وقد ينقض بها علي، ومن ثم يهجم على المرأة أو يختبئ في البيت فلا نجده إلا بمساعدة الشرطة. قلت في نفسي إنْ أخرجته من البيت فسوف أرتاح منه وأعود للنوم، لديّ غداً عمل والوقت متأخر. لكن إنْ قلت له اخرج دون أن أضربه بصلابة فسيظن أني خائف أو متردد، وسوف تقول المرأة: جبان. لذلك فكرت أن أقترب منه بسرعة وأرمي نفسي عليه أو أركله بشدة دون توقف حتى ينهار، إنْ تركت له الفرصة فسوف يخرج السكين التي تحت مؤخرته. لكنه قال بخضوع أرجوك ساعدني. تغافلت ولم أسأله عن القيد الذي فكه حتى يظن أني لم أتنبه، قلت له حسناً سوف أسامحك، لكن لا تظن أني عاجز عن دفنك هنا. قال: لست لصاً، لم أجد طريقاً ودخلت من فتحة الصرف لأنهم كانوا يجرون خلفي. من بين الأغراض المنقرضة تناولت مضرباً خشبياً، وتراجعت قليلاً خارج المخزن المظلم ليرى أنني أمسك مضرباً صلباً. طلبت منه أن يتحرك، لكي أتأكد أكان يخفي سكيناً أم لا، إنْ كان يخفي سكيناً فلن أسامحه وسوف أهشم عظام رأسه ولتفعل الشرطة ما بدا لها. للرجل القصير الذي قد أهشم عظام رأسه بشرة لامعة، وكف يد طرية، مثل كف طفل. المرأة لما رأته قالت ليس لصاً لعله ضل الطريق. قد يكون رجلاً شريفاً مطارَداً وجد في حمامنا ملجأً لكن كيف أصدق أنه دخل من فتحة الصرف التي في الحمام ومواسير الصرف ملتوية، لو أطل برأسه من فتحة الصرف وانحشر باقي جسده في مواسير الصرف الملتوية لصدقت. في الأيام البعيدة هبت علينا عاصفة صلبة، وسقط البَرَدُ على السيارات وعلى أغصان الأشجار وعلى سقوف المنازل وعلى براميل القمامة وعلى رؤوس الكلاب حتى أدماها. أغلقت أمي النوافذ وقال أبي إن زجاج سيارته سوف يتهشم. صوت ضجيج سقوط البَرَدِ على كل شيء يجعلك مضطراً إلى رفع صوتك، مثل صوت حفل صاخب أو تشويش محطة تلفازية. في تلك العاصفة الصلبة وجد العم عاملاً آسيوياً في مدخل بيته، غضب. لم يقل العامل الآسيوي إنه ضل الطريق ولم يقل دخلت من فتحة الصرف، ولكن قال بلغة رديئة إنه خائف وأراد أن يحتمي من البَرَد، لأن البرَد أصابه في رأسه. رأى العم الدم على قميص العامل. غضب وتركه ينتظر في مدخل البيت ثم قال له اخرج. أنا قلت للذي ظننته لصاً أول الأمر: اخرج. لم يخرج، قال: إنهم ينتظرونني، أنت رجل طيب، ساعدني. فكرت الآن أنه يتلاعب بي، وضربته بقوه بالمضرب الخشبي الذي أمسكُه بيدي فصار يئن مثل كلب أدمى البَرَدُ رأسه. مَن هؤلاء الذين يطاردونك؟ قال وهو يتلوى من صلابة الضربة: لا أدري. شعرت بسعادة لأني أوجعته، وقلت في نفسي لو كان لصاً لأخرج السكين وانقضّ علي. ظنتْ المرأة أنه وسيم – ولم تصرّح بذلك – لأن الإضاءة في المخزن ضعيفة وقالت نتخذه معلماً للأولاد. قلت لها سوف أدفنه في المخزن، إن البيوت كثيرة، لماذا دخل بيتي؟ هل ظنني عاجزاً عن إخراجه؟ سمع الرجل حديثنا وقال: لستُ معلماً لكن أستطيع أن أزرع الأرض.

 

       قد تقول أيها القارئ: لم يقع أي شيء من هذا، وإني أكتب قصة عن الإسرائيليين، وإن الرجل الذي دخل حمام بيتي من فتحة الصرف استعارة طويلة عن دخول عصابات الهاغاناه الأحياء العربية في حيفا. لكنك مخطئ يا أخي، ولنفترض أنني اختلقت قصة الرجل الذي في الحمام، وأن القصة استعارة كما تقول. وسرتُ معك في هذا التخيل الذي لا أدري من أين جئتَ به، كيف تُشبّه المضرب الخشبي الصلب الذي أُمسكه بيدي بالبنادق البريطانية والفرنسية – مخلفات الحرب العالمية الأولى – التي أمسكها جنود عرب متطوعون، لم يتجاوز عددهم ٤٥٠ متطوعاً في حيفا بقيادة أمين عز الدين اللبناني المنتسب الوحيد إلى جيش الإنقاذ العربي، الذي ينوب عنه في القيادة مهندس صحة عامة فلسطيني ليس له أي خبرة عسكرية. وكيف تُشبّه رجلاً أعزل خاضعاً – صفعتُه بقوة – دخلَ حمام بيتي من فتحة الصرف بثلاثة آلاف مقاتل منتظمين في لواء كرملي عندهم عربات مصفحة ومدافع هاون عيار ٢ إنش و٣ إنش ومدافع رشاشة وبنادق وقنابل يدوية وراجمات من صناعة محلية تطلق قذائف وزنها ٦٠ رطلاً وبراميل نفط محشوة بالمتفجرات، يدحرجونها من المناطق المرتفعة على الأحياء العربية في الأسفل. وكيف تشبّه رجلاً قصيراً دخل حمام بيتي من فتحة الصرف، ولم يُنفذ ضدي أي عملية مسلحة بعصابة مسلحة نفّذت عملية بِعور حَميتس – تعني إزالة الخبز المختمر من منازل اليهود في وقفة عيد الفصح – ضد المواطنين العرب بقصد قتلهم وإجلائهم. وكيف تشبه رجلاً خائفاً يقول لي بخضوع: ساعدني، بعصابة مسلحة هاجمت أحياء العرب في حيفا صباح يوم الأربعاء من ثلاث محاور، من شمال السوق القديمة، ومن جنوب قاعة البلدية، ومن جهة جسر وادي روشميا؛ ليقطعوا الطريق على العوائل التي تفر من قذائف الهاون. ولو تجاوزنا هذه الأمور، كيف تظن بي يا أخي أني قد أختلق قصة وأجعل حماماً به مرحاض إفرنجي استعارةً عن حيفا. ليس شيء من هذا الذي فكرتَ به صحيحاً، ولم يخطر ببالي أي شيء عن الهاغاناه. لقد كتبتُ الذي حصل في حمام منزلي كما وقع بلا أي مبالغات. لست مثل دستويفسكي أو عبدالوهاب الشعراني، أردت أن أكتب عن الذي حدث دون مبالغات. على أي حال، لقد أشعرني هذا الهاجس – أي أن يظن القارئ أني أكتب عن الإسرائليين – بالغضب، لذلك حينما قال الرجل: أستطيع أن أزرع الأرض، هويت عليه بالمضرب الخشبي الذي في يدي بصلابة، أردت أن أبعج بطنه وأرى الأمعاء، أصبتُ ظهره العريض بقسوة سيئة. أنّ مثل جريح وثنى جسده، أشفقت عليه وقالت المرأة: كفاية. شعرت برضى لأن المرأة رأت الضربة الصلبة إلا أني كنت محرجاً بعض الشيء، لأن الرجل الذي دخل حمام بيتي من فتحة الصرف صار ضعيفاً، يئنُّ مثل جريح ولا يتكلم، ينظر بريبة. قلت له دون أن أظهر أي حرج: لأجل هذه المرأة. قال بتردد: لست لصاً لقد كانوا يطاردوني ولم أجد طريقاً فدخلت من فتحة الصرف. مد يده إلى جيب سترته وأخرج مالاً وقال: لست لصاً. المرأة قالت في نفسها: لا يكون الرجل الوسيم لصاً وصدَّقته، أنا لم أصدقه تماماً وقلت في نفسي: لعله ضل الطريق. قلت له: لن أستعين بالشرطة وسوف أدعك تذهب، وإنْ دخلت بيتي من فتحة الصرف التي في الحمام مرة أخرى فسأدفنك في الحمام، هل تفهم هذا؟ لكنه عاد وقال بخضوع: لن أخرج.

 

      حينما حكيتُ هذه القصة للمرأة التي تنام بجواري لم تقل إنها قصة عن الإسرائليين. قالت: هذا من تأثير قصص التماسيح عليك. في المساء سمعت المرأة صوتاً انفجارياً مكتوماً وصرخت صراخ من يخشى الموت وقالت: عصابة الهاجاناه. توهمتُ أني أسقط من السرير، وتحسست الرأس، وقلت في نفسي: لكن حمام بيتنا ليس حيفا.

 

*****

خاص بأوكسجين

 

 

 

 

 


قاص من السعودية.