الأغنية الصامتة..الأغنية الخرساء
العدد 163 | 12 كانون الأول 2014
عبير أبو دية


الجميع يمكنه أن يغني

الذي ارتكب المجزرة

و الذي ارتكب الشجرة

الذي رتب الكره في آنية حلوة على شرشف البحر

التي تضع نظارة طبية و تقترب من العمى

الأم التي تلوّح لابنها

ابنها الذي يركب دراجته الهوائية

يقول أنه يحب كلمة هواء

العيون الآسيوية

أصحاب الأسماء المكررة

الشخص العزيز الذي يخطئ باسمك

من لها وجه طفلة

و من له وجه متفحّم

من له رائحة سعيدة

و من له ندبة كالعنب المرّ

الشخص المحظوظ

و الشخص الذابل

الشخص الفارغ

و الطفل الذي يخاف من القمر

الذي ” كعوسجٍ حزين “حين يصيره الأطفال حين يضمّون بعضهم

الأرقام: 1 2 3

الأحرف: أ ي ل و ل

القلب المكسور

و اللون الأحمر

اللصوص و الخونة و قطّاع الطرق

المهمّشون و أبطال المسلسلات الطويلة

لا بأس ..

سنجد أغانٍ للجميع

الجميع يمكنه أن يغني

أصلاً هناك أغانٍ كثيرة كثيرة

حتى النملة الغاضبة 

و حقول القطن و الأرز

حتى كلمة ” أرجوك “

يمكنها أن تغني

و إن نفدت ..ماذا يعني !

بصوتٍ عااالٍ

بصوت مخنوق

بصوتٍ حادّ

بصوت متسائل متعجب متعب ملائكي حزين متردد متشقق

مشتعل بارد

يمكن أن نعيد الأغنية نفسها آلاف المرات

الأغنية الصامتة

الأغنية الخرساء

 

أغنية:

قلق قلق قلق

حصار حصار حصار

رعب رعب رعب

صراخ صراخ صراخ

أين الأمّ ؟

أين الحُبّ ؟

 

رأيتم !

في غرفة الحياة

ننتظر حياة أخرى نتمنى أن تشبه الحياة أكثر

ننتظر حياة أخرى

و ما باليد حيلة !

فلنغنِّ فلنغنِّ..

_____________________________

شاعرة من الأردن

 

الصورة من فيلم “الخروج للنهار” للمخرجة المصرية هالة لطفي. للتعرف على الفيلم  يمكنكم قراءة  (“الخروج للنهار”..بيت لا يسجن حياة ولا يطلق سراحها) ضمن مواد هذا العدد. 

*****

خاص بأوكسجين