ابن البطة السوداء الفاتنة
العدد 209 | 04 نيسان 2017
ماهر راعي


كل ما يُكتب  قصب سكر لذيذ بعصارة وافرة ..

والشعراء يمتصون بعضهم البعض بنهم سجناء جدد ..

الشعر بطة حنونة.. استيقظت مرة لأراها

تمسح قلبي بفرح مفضوح..

كان مفضوحاً إلى الحد الذي يفهم منه أن الفرح هزة

أو نشوة أو قشعريرة،

والمخيف أن الحزن كان كذلك،

في الشعر وحده لا تستطيع أن تقول هذا حزن وذاك فرح ..!

حتى لا حاجة لتمييز الخيط الأبيض من الأسود  ..!

في “بوست” على “الفيس” وضع الشعر لي “لايكاً” مع أنه لا يملك حساباً،

والغريب أكثر أن “البوست” كان عن قمطة جدتي وأشياء عادة لا تهم الشعر بشيء ..!!

الشعر بطة سوداء ها أنا أعتاد يوماً بعد يوم أن أناديها :ماما …!!

كما لا مكان للقصائد ..

القصائد ورطة مربكة مثل كيس بودرة أطفال في بيت تاجر مخدرات تاب منذ سنين ..

القصائد ورطة مربكة 

مرّة وضعتها تحت طبق في المطبخ،

على أن أتدبر أمرها في الصباح .. رمتها زوجتي بعد أن ظنت أنها طبخة فاسدة،

قلت باكياً: كانت قصائد..!! لوأنك فقط تأكدتِ.. لو أنك فقط …!!

مرة وضعتها بين ألعاب صغيري،

في المساء انتبهت فجأة وقد أضافها لقطاره المنهك كقاطرة أخيرة هرمة..!!

مرة علقتها بخيط قرب رمان الشتاء لكنها سقطت منذ أيام ولم أنتبه

لولا أنها بقعت الأرضية بدم بارد ..!

ومرة دسستها في جيب متسول أعمى،

ابتسم وشكرني،

لكنه وبعد شهر دق الباب بقوة ولما فتحت رماها في وجهي ثم قال: أنت غشاش قذر ..!

حذراً كمن يجرجر جثة، نقلتها إلى مكب النفايات البعيد

– نعم تماما كما يحصل في الأفلام الأجنبية –

في الصباح ذاع صيت قاتل متسلسل وانتشر هلع في هواء البلدة

أيها الشعر يا صديقي البهلول. لا تخف تعال أنفخ في أصابعك الزرقاء.. تعال نتناوب هذه الكنزة… فالشتاء هنا لا يحتمل ….

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من سورية. صدر له "مرمية هكذا في الهواء"" 2014"