إلى هالة | سلطان محمد

العدد 275 | 28 كانون2 2023

 

العبي يا هالة

الأرض كلها ملعبة

تنطيطٌ بلا معنى

ونحن، البالغينَ، ننشد المشيَ والطيرانَ

ولا ندرك أن الأمر لا يتجاوز التنطيطَ؛

هيراقليطس عندما قال، بأسىً، إن التغير هو الثابت وحدَهُ

اقتربَ من الحقيقة:

أن النطةَ هي الخطوةُ

أن التعثرَ هو الطريقُ

وكأننا ضربٌ من كنغر ممسوخ!

 

العبي يا هالة، نُطّي

ودعي العربيةَ إلى إنگليزية في طريقها إلى الانقراض

قولي كلامًا نحيفًا لا أفهمه جيدًا بسبب بدانة مسامعي

لكثرة ما سمعتُ من لَغَطٍ شَحيم،

تكلمي عن الفضاء وغرابة النجوم ومعجزة الحبل السري بين الأم والجنين

تكلمي عن أفلام كارتون،

قولي كما علمتكِ:

My cousin told me that we, the humankind, are not farther than a cartoon movie;

A horror cartoon movie,

And the God is the greatest director ever!

تكلمي عن أي شيء، I’m all ‘fat’ ears ولا تتكلمي العربية أبدًا

خل عنك لغة الشعر هذه،

إياكي والشعرَ

إياكي أن تغلطي غلطتي!

 

العبي مع شيماء، العبَا بالتصوُّفِ الذي يغشى بيتكم الصغيرَ

التصوُّفُ طبطبةٌ من قماش يستحيل على الشق

وسريع الخدش مثل زجاجة العَين،

أخبريني، بالمناسبة، ماذا في جيبك الصغير أيتها الشقيّةُ

ما الذي في جُبتكِ؟ دمية خنزير ضاحك؟

اقذفي بالدمية إلى شيماء

اقذفي يا شيّومةُ بالدمية إليَّ

فلنضحك معًا حتى يتغير وجهُ الخنزور إلى بكاء!

واللهُ لطيف، بالغ اللطف، cute as baby’s finger، بهذا المعنى يا هلّو،

والله كذلك كلُّ شيء، إنه رموشك عندنا تستيقظينَ من النوم،

وهُوَ شكّةُ الإبرة في ذراع شيماء المريضة بالحمى،

إنه مستوصف أطفال بلا أدوية بل بنُكاتٍ:

مثل نكتة القرد الذي جاء يأكل موزةً فانزلق بها وسقطَ،

أم أن النكتة كانت تحكي عن إنسان؟!

لا أتذكر، المهم أن الله هو كل شيء يضحَكُ وكل شيء يا صغيرتي، بالضرورة، يضحكُ

لكننا لا نفقه ضحكتهُ

ونفقه الكئيب والنافق من الحيوية في كل شيء

لأن المالنخوليا هي الجهاز التنفسي للروح…

 

في الطفولة كآبة بيضاء لا تكاد تبين إلا في حال اليتم

وآنذاك تصير زرقاءَ قاتمٌ لونها،

في براءة الطفولة حزنٌ منبوذ من إخوته الأحزان الأخرى

كالبطة السوداء بين أخواتها،

في حزن الطفلة دمعةٌ معلقةٌ في فضاء الشيخوخة

بخيطٍ من البلوغ،

في البنوّة كارثة حلوةٌ وإزعاج طربيٌّ،

فاصرخي وأنت تنطين على رأس بابا

كفراشة تضرب إعصارًا في أميركا بينما هي في الصين؛

اضربي العالم كله بزلزال يا هالةُ بينما أنت تنطينَ في الطائف!

 

*****

خاص بأوكسجين

 

شاعر من السعودية.

معلومات الصورة
الصورة من أعمال الأسترالية (سكان أستراليا الأصليين) كويني ماكينزي (1915 – 1998)

مقالات أخرى للكاتب